تأمل لونغ وانتشيان ملامح مسلم وهي تتغير من السيء للأسوء وبدأ المكان بالإهتزاز نظر حوله ووجد ان خالد هادئ لذلك هدأت أعصابه قليلا ولكن في اللحظة التالية تحولت البركة الى اللون الأحمر وإنفجرت .

بوووووم!

لم تتحمل البركة كثيرا وإنفجرت لحسن الحظ لم تختفي وبقية المياه في مكانها ولكنها أستنزفت كثيرا .

"هيا بنا ! " تكلم مسلم وهو يقف بهدوء ولكن إستطاع كل من خالد و وانغ وانتشيان معرفة انه لم يكن يبدو على طبيعته من ملامحه الغاضبة .

على الرغم من ان مسلم لم يعرف درجة نقاوة دماءه ولكنه يستطيع بسهولة التعديل عليه بما أنه أتقن المرحلة الاولى من تنقية الدماء من فن آشورا الفوضى , نفس الشيء بالنسبة لخالد .

ختم مسلم وخالد دماءهم لذلك تغيرت ملامحهم كثيرا وختمت الروح القتالية ايضا لأنها كانت جزء من سلالة دماءه , كان لدى هذا هذا التحول نقطة ضعف في حالة إستخدامهم للتشي فسيعود مظهرهم لطبيعته ويكشف امرهم .

شعر لونغ وانتشيان بالدهشة من مظهرهم الجديد على الرغم من انه لم يتغير كثيرا ولكن أصبح كل منهم يبدو مثل النبلاء العرب ,

جاء جندي وركع ولكنه نظر الى مسلم وخالد بغرابة , "هل هؤلاء الاشخاص هم نفسهم من السابق او انهم آخرون , العرب كلهم متشابهون !!" لعن الجندي داخليا ولم يعد يهتم .

"سيدي التاجر لقمان قد جاء ويريد لقاء سموك " تكلم الجندي بإحترام .

"يا سادة ان حظكم رائع بما ان التاجر لقمان هنا يمكنكم الذهاب معه " تكلم لونغ وانتشيان .

تبع مسلم وخالد خلف لونغ وانتشيان لرؤية التاجر لقمان ومعرفة سبب قدومه , بمجرد ركوبهم العربة بدأت السائق بجلد الوحوش تحكرت بسرعة وبثبات بينما لم شعر الراكبين بأي إزعاج من حركة العربة .

.....

وقف رجل انيق يرتدي رداء ابيض يبدو مثل العلماء شعر الاسود وعيون سوداء دلت على هويته كتاجر عربي وبجانبه وقفت فتاة جميلة تخطف ابصار كل من ينظر لها .

"سيدي هل انت متأكد ان الامبراطور سيساعدنا ؟ " تكلمت الفتاة الجميلة .

"سمو الاميرة ان الامبراطور هو صديقي منذ زمن طويل لذلك لن يرفض لي مثل هذا طلب " رد لقمان .

جاء صوت خطوات من بعيد وظهرت ثلاث شخصيات نظر اليهم وقال بحماس :"ها قد جاء الامبراطور بنفسه !"

"الاخ لقمان ارى انك قد جئت مبكرا هذه السنة " ضحك الامبراطور وعانق لقمان .

كان لقمان تاجر عربي ذو مكانة كبيرة في مملكة الفجر الذهبي التي تحكمها العشيرة العربية وايضا التاجر الوحيد الذي كان يتعامل مع امبراطورية الوحوش بأسعار عادل على عكس التجار الجشعين الآخرين لذلك حظي بإحترام امبراطورية الوحوش بالكامل حتى الاسلاف .

نظر مسلم الى التاجر لقمان وشعر ان قوته قد وصلت الى المستوى 10 كان هذا شيء مثير للإعجاب ولكن ما جعل يشعر بالدهشة هي الفتاة خلف لقمان قوتها وصلت لمستوى 8 .

"هؤلاء هم ضيوفي ولحسن الحظ هم ايضا يريدون الذهاب الى مملكة الفجر الذهبي " ضحك الامبراطور

"انا لا أقصد الإهانة ولكن يبدو انهم لقطاء ومن الواضح ان قوتهم لاتتجاوز المستوى الرابع !! " تكلمت الفتاة الجميلة .

تغيرت نظرة مسلم للفتاة بـ180 درجة من نظرة جيدة الى الأسوء ولم يعد يعطي لها أي وجه .

"انا واثق من قوتهم !! " تكلم الامبراطور بثقة .

"بما انك تثق بهم فأنا سأثق بإختيارك " تكلم لقمان بودية وإعتذر ايضا الى مسلم .

شرح لقمان الوضع لمسلم وهو انهم كانو متجهين الى مملكة الفجر ولكن في طريقهم واجهو العديد من قطاع الطرق والعديد من القتلة وقتل العديد من الحراس والمرتزقة و العديد من المدن التي كانت في الطريق لم يرد أحد قبول مهمة الحماية لذلك لم تبقى سوى امبراطورية الوحوش بما انها قريبة جدا .

شعر مسلم ان التاجر لقمان لم يخبرهم سوى ببعض الحقائق ولم يفصح عن كل المعلومات لذلك التفت الى خالد لكي يسأله عن رأيه ولكنه وجده ينظر الى الفتاة بطريقة غريبة .

إنطلقت العربة وهي تجرها الأحصنة القوية بينما يقودها خادم صغير في السن يدعى سفيان عمره لا يتجاوز 13 سنة ولكن بنيته الجسدية كانت قوية جدا وقوته لم تتجاوز 10الاف قوة قتالية .

امتطى مسلم حصان أسود كان يمشي امام العربة لحمايتها من الامام بينما خالد كان في الخلف يحرسها .

داخل العربة كانت الفتاة الشابة تبدو في تفكير عميق وهي تحاول تحريك قطعة الشطرنج والتاجر لقمان يبتسم بهدوء .

"إن الشطرنج لعبة الذكاء وحركة بسيطة يمكنها تقرير مصير الرقعة بالكامل " تكلم لقمان وهي يبتسم

"سيدي انت قاسي حقا لما لاتتساهل معي " تكلمت الفتاة الجميلة وهي تصر على اسنانها .

"ان الحياة مثل رقعة الشطرنج يمكن لقرار بسيط ان ينقذ حياتك او يدمر حياتك "

مرت عدة ساعات وبدأت الشمس بالغروب لم يعد من الممكن لهم السفر لذلك أقامو مخيم بسيط .

أخرج الخادم سفيان الأطباق وبدأ بطهو الطعام وبعد فترة وجيزة كان العشاء قد جهز لذلك بدأ بتقديم الأطباق .

"شكرا لك " تكلم مسلم وهو يمسك الطبق ولكنه تفاجئ ان الخادم سفيان ينظر بدهشة له .

"هل هناك شيء على وجهي ؟ " سئل مسلم

"لا سيدي , انا اسف , لم يشكرني احد من قبل لذلك تفاجئت " رد سفيان بسرعة , اومئ مسلم برأسه وترك الخادم يقوم بإكمال عمله .

كان لقمان والفتاة الجميلة يتبادلان الكلام بينما نظر مسلم الى خالد الذي من الواضح انه مفتون بالفتاة وهذا ما فاجئ مسلم مرت سنوات ولم يعجب خالد بأي فتاة والآن بمجرد نظرة واحد سقط بالفعل.

ادرك مسلم ان الجنرالات الذين تبعوه من البداية ركزو على القتال فقط ولم يهتمو بحياتهم الشخصية ابدا وخاصة خالد كان جنرال العظيم وحرس الحدود لفترة طويلة وكان يبقى مع عائلته لفترة من القوة ربما حان الوقت لأدعه ينال بعض الخصوصية الشخصية .

بينما مسلم كان يفكر لم يدرك ان خالد كان يقف عند رأسه بالفعل , "سأذهب لإكتشاف المنطقة "

إستيقظ مسلم من تفكيره وهو ينظر الى خالد وقال "سأذهب انا"

لم يجادل خالد وترك مسلم يذهب لإكتشاف المنطقة وعاد الى مكانه كانت الفتاة والتاجر لقمان يلعبان الشطرنج , ترك لقمان الفتاة وهي تصر على اسنانها من الغضب وذهب الى العربة .

إبتسم خالد وهو ينظر الى الفتاة العاجزة ولكنه تفاجئ بأن الفتاة قد إكتشفته بالفعل فقالت له : "لماذا لاتركز على عملك هل تعتقد ان الشطرنج لعبة سهلة انها حياة صعبة ايها الجاهل "

شعر خالد بالدهشة لو سمع أعدائه الذين ماتو تحت خططه ان هناك شخص قد دعاه بالجاهل فربما كانو قد ماتو من العار .

"هذه اللعبة سهلة حتى الطفل سيفوز بسهولة " ضحك خالد.

"تعال اذن اذا إستطعت الفوز بهذه الرقعة سأفعل اي شيء تطلبه !! " تكلمت الفتاة الجميلة بغضب .

كانت قد خسرت العديد من المرات وحتى هذه المرة كان من الواضح انها خاسرة بالفعل ولكن لقمان تركها لتفكر في طريقة للخروج بأقل الاضرار فقط .

القى خالد نظرة فاحصة على الموقف. يختار الابيض الإعداد العدواني ، ويشن فورًا هجومًا ضد الملك الأسود. الأهم من ذلك ، أن الاسود نصب فخًا خفيًا.لبيدق الابيض الغير محمي , لكنه فشل لذلك خسر كل شيء .

لنصب فخ لخصمك بنجاح ، فعليه أن يقع في الفخ, هذا ليس بالأمر السهل دائمًا, علاوة على ذلك ، من المهم نصب الفخاخ الصلبة فقط. هذا يعني أنه حتى إذا لم يقع خصمك في الفخ ، فستتمتع بوضع لائق مع الكثير من الفرص للفوز باللعبة بالحركات العادية.

أخيرًا وليس آخرًا ، من المهم ألا تسقط في الفخاخ ويبدو ان الفتاة الجميلة كانت من النوع الذي يحب المخاطرة وتحديد ساحة المعركة بفخ صخم ينقلب عليها في الاخير .

ضحك خالد سرا عندما قرأ تحركاتها رفع بسهولة بيدق من الجهة اليسرى وحركه للأمام بمربع واحد , الحركة بسيطة جدا ولم يكن فيها اي أرباح من جانبه ولكن على العكس كان الاسود بالفعل في وضع خاسر وسيأخذ الابيض الملكة بسهولة والتي تعتبر أقوى قطعة في رقعة الشطرنج .

"يبدو انك لاتعرف حتى اساسيات الشطرنج " سخرت الفتاة الجميلة وأعادةالجندي الى مكانه .

شعر خالد بالذهول من ثقة الفتاة بنفسها لكن سرعان ما عاد الى طبيعته وقال : "انا أعتذر يا آنسة " ابتسم بهدوء وغادر .

"لقد ضيعت الكثير من الوقت وسيأتي المعلم الآن اذا لم أجد طريقة لتقليل الخسائر سأصبح أضحوكة في العاصمة " تنهدت الفتاة .

جلس التاجر لقمان امام رقعة الشطرنج وقال : "هل وجدتي الحل ؟ "

لعنة الفتاة نفسها لأنها ضيعت الوقت مع ذلك الشاب وبدأت بشتمه سرا ولكن لم تجد الحل لذلك حركت البيدق مثلما خالد وأغمضت عينيها لأنها أدركت ان معلمها سيعاقبها .

نظر لقمان الى البيدق في الجهة اليسرى ونظر الى الفتاة الجميلة التي كانت تغمض عينيها وقال :"ممتاز حركة غير متوقعة تماما منك !! "

"ماذا ؟ " صرخت الفتاة وهي تنظر الى معلمها بدهشة .

"يبدو انك قد وجدتي الحل لمشكلتك اخيرا " أشاد لقمان وهو يحك لحيته ويشعر بالفخر انه درس مثل هذه الطالبة .

ارادت الفتاة القول ان الشاب هو الذي ساعدها ولكن لقمان كان يتكلم حول هذه الاستراتيجية ويشرحها .

"عليك معرفة ان الجناح الايمن كان قد هزم لذلك لم يكن من الممكن إنقاذه وافضل شيء عندما حركتي الجناح الايسر سندخل في معركة إستنزاف ستخسرين الملكة ولكن سأخسر ايضا الملكة بعد عدة حركات وهكذا سينقلب الوضع الا من يملك اكبر عدد من القطع وفي هذه الحالة يعني فوزك !! " تكلم لقمان وشعر ان هذه الحركة البسيطة كانت لديها معاني عميقة جدا .

لم تفهم اي شيء ولكن الشيء المؤكد انها تحتاج الى ذلك الشاب لمساعدتها نظرت حولها ووجدت انه إختفى .

انتهى .

*********************

أعتذر عن عدم رفع الفصول ولكن الافكار نقصت اي أحد عنده شيء ممكن أضيفه يحط رأيه .

2021/12/15 · 211 مشاهدة · 1490 كلمة
نادي الروايات - 2024